أُسدل الستار على امتحانات المرحلة النهائية من التعليم الثانوي لدورة جوان 2019، وسط رضا تام من الأولياء والملاحظين في البليدة، حيث اعترف الكل بأن الدورة في عمومها كانت هادئة،منظمة وبعيدة عن أي تشويش أو فوضى، مثل ما كان يحصل في دورات سابقة، بل إن المترشحين أنفسهم أجمع كثير منهم على ان المواضيع كانت في المتناول ولم تخرج عن سياق المنهاج والبرنامج الدراسي. وبنهاية الامتحانات، انتهت معها كوابيس الارتباك والضغط، لكن مرحليا فقط، لأن مرحلة ترقب النتائج ستلقي بظلالها خاصة بين الأولياء.
الانصراف وبداية مرحلة «الوسواس»...
نهاية الامتحانات لدورة بكالوريا 2019، كانت فعلا بردا وسلاما على المترشحين، خاصة أمام الضغط أحيانا الظاهر وأحايين خفي مستتر، انتشر هذه المرة بين الأولياء بوجه خاص، وجرى اليوم الأخير من عمر الشهادة المصيرية في ظروف حسنة، بدت مواقف الممتحنين في اللغات الأجنبية والفيزياء، بين الرضا والصعوبة، إلا أن الغالب قال بأن الأسئلة كانت تتطلب التركيز والمراجعة على السواء.
فور الانصراف من قاعات الامتحان، فضّل كثير من المترشحين تناول وجبات إفطار بالخارج، وأخذ صور تذكارية مع زملاء لهم ومعارف جدد، وتناول المثلجات لينصرف الجميع وعادوا إلى منازلهم لأخذ قسط من الراحة والنوم، بعد أسبوع من التوتر والشد والجذب والضغط والارتباك، إيذانا لبداية مرحلة جديدة، تصب في بوتقة الوساوس والشك، والحياة على الأعصاب في انتظار النتائج والمصير.
تلاميذ يتربّصون ما يحمل لهمالقدر...
وفي معرض الامتحان الهام، والذي يرقتبه الجميع، أدلى تلاميذ تصريحات لـ «الشعب» قائلين أن المرحلة الجديدة هي ترقب النتائج والمصير، وهم يأملون أن تكون النتائج في صالح من اجتهد وأحسن الجواب.
وعلى حسب ردود أفعالهم، فإن هذه المرحلة هي الأكثر ضغطا عليهم، فالكل يتوق في أن تكون النتائج لفائدته ولصالحه، وهنا يعترف كثير منهم أن هذه الفترة التي تمتد بين الامتحان والإعلان عن النتائج، هي مرحلة حاسمة ومتعبة نفسيا، وخاصة أن الأولياء هم من يكونون الحلقة الأكثر تعرضا للضغط، فأمانيهم وآمالهم أن ينجح ابنهم أو ابنتهم وفقط، وبعد ذلك يتحدد المشوار، وبعده يكون الحديث والحسم والخيار لمرحلة ما بعد الثانوي.
وبعد التجاذبات والضغوط النفسية والوساوس، تأتي مرحلة الوعود الوردية للأولياء، في محاولات منهم إبعاد تلك الكوابيس وهم ينتظرون اعلان النتائج، وتجدهم وتجد الأمهات، يتناقشون ويتبادلون أحاديث مطولة وعريضة موسعة حول طبيعة الهدايا في حال النجاح، منهم من يتعهد بشراء هاتف ذكي «سمارتفون»، ومنهم من يتعهد بسفرية إلى الخارج، ومنهم من لا يستطيع يخطط لعطلة صيفية ممتعة مع مصروف خاص، ومنهم من يفضل المفاجأة ولا يفصح عن هديته، وآخرون قلة وربما كثير، يُخير أي هدية يفضل الأبناء.
وفي ظل هذه الأجواء التي تسبق النتائج، أمور خفية وخلجات نفس عميقة تدور كلها في خلد أولئك الأبناء والبنات، حول المصير، وهل سيكون حظهم سعيدا أم حزينا.